(Translated by https://www.hiragana.jp/)
حمزة بن علي بن أحمد: الفرق بين النسختين - ويكيبيديا انتقل إلى المحتوى

حمزة بن علي بن أحمد: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
LokasBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:صيانة V5.9.2، أضاف وسم وصلات قليلة
وسم: مُسترجَع
ط استرجاع تعديلات 213.204.107.15 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة Mahmoudalrawi
 
(6 مراجعات متوسطة بواسطة 6 مستخدمين غير معروضة)
سطر 1: سطر 1:
{{صندوق معلومات شخص}}
{{وصلات قليلة|تاريخ =أبريل 2023}}
'''حمزة بن علي بن أحمد الزَّوزَني''' لقبه ''الهادي'' أو ''هادي المستجيبين'' (بحدود 985 - 1014) داعي ومتكلم [[إسماعيلية|إسماعيلي]]. يعتبر مؤسس مذهب [[موحدون دروز|الموحدون الدروز]] والمؤلف الرئيسي لنصوص الدرزية. ولد في [[زوزن]] في [[خراسان الكبرى|خراسان]]، كان لباداً ثم قدم إلى [[مصر]] واتصل بالخليفة الفاطمي [[الحاكم بأمر الله]]. له ''النقط والدوائر'' وهو من كتب الدروز الدينية.<ref>{{استشهاد بكتاب | عنوان = معجم الفلاسفة | مؤلف = جورج طرابيشي | وصلة مؤلف = جورج طرابيشي | طبعة = الثالثة | صفحة = 275| سنة = 2006 | ناشر = دار الطليعة | مكان = بيروت، لبنان }}</ref>
{{صندوق معلومات شخص
| الاسم = حمزة بن علي بن أحمد
| تاريخ الولادة = 985 ميلادي
374 هجري
| تاريخ الوفاة = 1021 ميلادي
411 هجري
| مكان الولادة = قرية زوزن الفارسية
| طبيعة الوفاة = قطع الرأس
| صنف = مؤسس طائفة الموحدين الدروز
| الأب = علي بن أحمد
| سبب الشهرة = تأسيس طائفة الموحدين الدروز
| العقيدة = موحد درزي
| أعمال بارزة = له في النثر عدة مؤلفات وأهمها :
"الدامغة" في الرد على الفاسق النصيري، و"الرضى والتسليم" وفيها ذكر الدرزي محمد بن إسماعيل وعصيانه، و"التنزيه" لإظهار تنزيه الإله عن كل وصف وإدراك - وقد شرحت في مجلدات - وفيها ذكر وزراء الدين ومضادّيهم الخمسة، و"رسالة النساء" الكبيرة، و"الصبحة الكائنة"، و"نسخة سجلّ المجتبى"، و"تقليد الرضي سفير القدرة"، و"تقليد المقتنى"، و"مكاتبة أهل الكدية البيضاء"، ورسالة "أنصنا"، و"شرط الإمام صاحب الكشف"، ورسالة "التحذير والتنبيه"، و"البلاغ والنهاية"، و"سبب الأسباب، والكنز لمن أيقن واستجاب" مؤرخة في ربيع الثاني 409 هـ.
العديد من هذه المؤلفات تعتبر كتب مهمة لإرشاد الموحدين الدروز في اتباع تعاليم دينهم.
| الكنية = حمزة الزوزني (نسبة لمكان ولادته في بلاد فارس)
| الخصوم = -الإسماعيليون.
-السنة النبوية.
| أسماء أخرى = السابق الحقيقي وذو مصّة والإرادة والعقل الكلي وقائم الزمان والإمام والآمر والآية الكبرى وآية التوحيد وآية الكشف وآية الحقيقة وآدم الصفا وآدم الكلي
| اللغة الأم = العربية، ويقال الفارسية.
| أثر في = الموحدين الدروز
| المنصب = عقل طائفة الموحدين الدروز
| المدة = 1017-1021 ميلادي
}}
حمزة بن علي بن أحمد (985 - حوالي 1021) كان داعية إسماعيلي وزعيم مؤسس للدروز في القرن الحادي عشر. وُلد في زوزن بخراسان الكبرى في فترة حكم السامانيين في فارس (خاف، محافظة خراسان الرضوية، إيران الحالية)، ودعا إلى نسخة متناقضة من الإسماعيلية في القاهرة خلال عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله. وفقًا لحمزة، فإن الحاكم هو الله المتجسد. على الرغم من المعارضة من قبل رجال الدين الإسماعيليين المعتمدين، استمر حمزة في دعوته، حيث بدا أنه مسموح به أو رعاياه حتى من قبل الحاكم نفسه، وأنشأ هيكلًا تنظيميًا بديلًا للدعاة في مصر وسوريا. بعد اختفاء الحاكم - أو بالأحرى، اغتياله - في فبراير 1021، تعرض حمزة وأتباعه للاضطهاد من قبل النظام الجديد. أعلن حمزة اعتزاله في رسالته الأخيرة لأتباعه، والتي وعد فيها بأن الحاكم سيعود قريبًا ويحضر نهاية الزمان. اختفى حمزة بعد ذلك، على الرغم من أن مصدرًا معاصرًا واحدًا يزعم أنه هرب إلى مكة، حيث تم التعرف عليه وإعدامه. استأنف تلميذه بهاء الدين المقطعاني الجهود الدعوية لحمزة في الفترة من 1027 إلى 1042، وأنهى تدريسات الإيمان الدرزي.


== حياته ==
== مراجع ==

=== أصله ===
تفاصيل حياة حمزة بن علي ودوره الدقيق في ولادة حركة الدروز ليست واضحة تمامًا، حيث أن المصادر الرئيسية حوله - المؤرخ المسيحي [[يحيى بن سعيد الأنطاكي]]، والمؤرخ المسلم ابن ظافر، ورسائل حمزة نفسه - تتناقض في كثير من الأحيان.{{sfn|De Smet|2017}}

وفقًا لابن ظافر، وُلِد حمزة بن علي في زوزن في خراسان، وكان في الأصل صانعًا للصوف.{{sfn|De Smet|2017}}{{sfn|Madelung|1971|p=154}} هاجر إلى مصر الفاطمية، ولم يبدو أنه كان نشطًا قبل عام 1017/18،{{sfn|De Smet|2017}} على الرغم من أنه قد يكون حاضرًا في القاهرة بالفعل في عام 1013، حيث وصف أحداث تعيين عبد الرحيم بن إلياس وليًا للعهد (ولي عهد المسلمين) من قبل الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (996-1021).[[:en:Hamza_ibn_Ali#cite_note-FOOTNOTEHalm2003279%E2%80%93280-3|[3]]]

=== خلفية ''الدعوة'' الإسماعيلية في عهد الحاكم ===
في ذلك الوقت كانت حركة الإسماعيليين (الدعوة)، الدين الرسمي لخلافة الفاطميين، في حالة من الاضطراب بسبب ظهور معتقدات مختلفة. وكان يروج لها الحسن بن حيدرة الفرغاني الأخرم، إسماعيلي من وادي الفرغانة. وتُعرف تعاليمه فقط بشكل غير مباشر، من خلال الكتابات الحجاجية التي تنفيها داعية الإسماعيليين، حميد الدين الكرماني.{{sfn|Bryer|1975a|pp=66–69}}{{sfn|Halm|2003|pp=282–285}} ووفقًا للكرماني، كان الأخرم يروِّج لاقتراب نهاية الزمان، حيث سيتم إلغاء الدين الرسمي والشريعة، ويتم استبدالها بعبادة الله الجنة الأصلية النقية. وكانت هذه المفاهيم الملينية والمناهضة للشريعة قد كانت جزءًا أساسيًا من الإسماعيلية في مراحلها الأولى. ومع ذلك، بما أن نظام الفاطميين استقر، ووُضعت وعود المسيحية الإسماعيلية الأولى في المستقبل البعيد، فقد رفضت العقيدة الرسمية للإمام-الخلفاء الفاطميين هذه العقائد المحتملة للثورة.

أكثر الآراء المتفجرة للأخرم هي أن سلالة الأئمة انتهت، وأن الله ظهر في شخص الخليفة الحاكم، الذي كان يعتبر المسيح المنتظر، القائم. وهذا الأمر ليس جديدًا، فقد قامت عدة جماعات شيعية، المعروفة باسم "الغلاة"، بتعظيم الأئمة الخاصة بها، بدءًا من علي بن أبي طالب. ويظهر عدم قبول الفكرة الطائفية هذه، من خلال مواجهتها من قبل علماء الفاطميين، مثل القاضي النعمان، في أواخر القرن العاشر. على الرغم من أن هذه الآراء كانت بالكامل معتبرة بدعة وهرطقة وفقًا للعقيدة الرسمية للفاطميين، فإن الحاكم الفاطمي على ما يبدو لم يكن يمانع في نشر مثل هذه المفاهيم، ويقال إنه كان يعتبر الأخرم من مقربيه، مما أدى إلى انتشار الشائعات بين المعاصرين بأن الأفكار الهرطقية للأخرم كانت موافقة لإرادة الخليفة. وحاول الأخرم أيضًا جذب المسؤولين لقضيته من خلال إرسال رسائل إليهم بهذا الشأن. وقد تم اغتيال الأخرم في يناير/فبراير 1018 (أو 1019، وفقًا لهالم)، أثناء ركوبه الحصان بجوار الخليفة. وأدى رد فعل الحاكم على هذا الحدث - حيث تم إعدام القاتل بسرعة، ودفن الضحية في ثياب غنية أحضرت من القصر - إلى تعمق الشك في أنه يتعاطف مع آراء الأخرم. ومع ذلك، بعد الحادث، قطع الحاكم الاتصال بأتباع الأخرم، وأصبحت الحركة التي بدأها أصبحت نائمة لبعض الوقت.

=== بداية مهمة حمزة ===
قام حمزة أيضًا بتبني تعاليم مماثلة: حيث أنشأ نفسه في مسجد على قناة ريدان، خارج باب النصر، وهناك بين أن الله قد تجسد في شخص الخليفة الحاكم. واعتمد على لقب "زعيم الأتباع" (هادي المستجيبين)، وسرعان ما ازداد عدد متابعيه. ووفقًا للمؤرخين القدامى، فقد استمتع هو أيضًا بعلامات الإحسان من الخليفة الحاكم: حيث عندما اشتكى للخليفة أن حياته في خطر، أعطي سلاحًا، وعلقه بشكل مميز على كل مدخل لمسجد ريدان. وغير واضح متى بدأ حمزة مهمته. أقرب رسالة إليها تحمل تاريخًا من يوليو 1017. في الرسالة الخامسة الغير مؤرخة التي سبقتها، أعلن حمزة اليمين الجديدة (الميثاق) لمتابعيه، الذين تم الإشارة لهم لأول مرة باسم "شعب التوحيد" (الموحدين). حيث تعهدوا بترك كل الولاءات السابقة والتخلي عنها والتفريط في الطاعة لـ "ربنا الحاكم، الواحد، الفريد، المنفرد"، ووضع أنفسهم تحت تصرفه بالجسد والروح وجميع ممتلكاتهم وحتى أولادهم.

يصوّر النص التاريخي عادة الحاكم الفاطمي الحكيم بصورة إيجابية تجاه حركة حمزة. ولكن المؤرخين الحديثين أكثر تحفظاً حول الادعاءات - التي نقلتها بشكل رئيسي المؤرخون السنة المعاديون - بأن الخليفة قد حرّض بالفعل على المذهب الجديد بنفسه. يكتب المؤرخ ديفيد براير: "لم يلعب الحكيم أي دور نشط في بناء ما كان يُعرف باسم دعوة الدروز، ولم يتردد، كونه سياسيًا حكيمًا، في سحب كل الدعم المرئي من الحركة في أوقات الصعوبة الحقيقية"، وأنه "لم يرغب في أن يظهر كأنه متورط في الحركة التي كانت تشكل نفسها حتى يرى كيف يتفاعل الأغلبية من الناس معها". وفي الواقع، بسبب الاضطرابات التي أثارها المذهب الجديد، اضطر الخليفة حمزة لتعليق مهمته خلال العام التالي (409 هـ ، 1018/19 م)، والذي لا يحتسب في التقويم الدرزي (الذي يبدأ بالعام 408 هـ). ولا يتم استئناف نشاط حمزة إلا من مايو 1019 (في 410 هـ)، ومن المحتمل أنه بإذن من الخليفة.

=== حمزة والدرزي ===
على الرغم من أن حمزة كان المؤسس الحقيقي لديانة الدروز، فإنها حصلت على اسمها بفضل المروج المتفاني الآخر والذي أصبح قريبًا منافسًا، التركي أنوشتيجين، المعروف باسمه المستعار الدرزي (والذي ربما اشتق اسمه من الكلمة الفارسية التي تعني خياط). ومنه، أصبح أتباع حمزة معروفين باسم "الدرزيين" و"الدروز" (من الصيغة الجمع المكسورة). والعلاقة الدقيقة بين حمزة والدرزي غير واضحة، إذ يصفه يحيى بن سعيد الأنطاكي كتلميذ لحمزة، بينما يرويها ابن ظفر على العكس.

المؤرخ الحديث مارشال هودجسون حاول التمييز بين الاختلافات العقائدية بين الاثنين، وأشار إلى أن الدرزي كان لا يزال ضمن حدود الإسماعيلية، في حين أن تعاليم حمزة حول إلهية الحاكم، وضعت عقيدته خارج حدود الإسماعيلية، وحتى خارج حدود الإسلام بشكل عام. رفض براير هذه الفرضية، ويعتبر المؤرخون الآن الدرزي عالمًا بالإلهية الحاكمية ورائدًا متحمسًا، يكتب رسائل إلى كبار المسؤولين والقادة الفاطميين، حثهم على الانضمام إليه. في الواقع، في رسائله، ينتقد حمزة زميله، سواء بسبب نزاع الدرزي حول دور حمزة كزعيم لحركتهم، أو بسبب أفعال أتباعه المتحمسين والمتطرفين والمستفزة، التي كشفت عن أفكار الحركة مبكرا ووضعتها في خطر الهجوم.

'''<big>يوم الكائنة</big>'''

حسب ما ذكره يحيى بن سعيد الأنطاكي، فإن الخصم الرئيسي للمذاهب التي نشرها حمزة والدرزي كان زعيم الدعوة الإسماعيلية المعتمدة، وهو الداعي التركي (الداعي الدعاة) قط تكين. ويبدو أن الغلمان الترك العسكريين في جيش الفاطميين كانوا عمومًا معارضين للتعاليم الجديدة. وخلال هذه الفترة، اشتبك متابعو الزعيمين المتنافسين بانتظام في شوارع القاهرة، ويسبون بعضهم البعض باعتبارهم كفاراً.

تصادم الحزبين في مسجد عمرو بفسطاط (القاهرة القديمة) في 19 يونيو 1019 (12 صفر 410 هـ)، وهو ما يُعرف في التقاليد الدرزية باسم "يوم الكائنة"، والذي معناه غير معروف. في ذلك اليوم، دخل بعض أتباع حمزة المسجد وصاحوا بمعتقدهم بصوت عالٍ، ولكنهم واجهوا معارضة من السكان المحليين الذين بدأوا يتوافدون إلى المسجد. عندما علم القاضي الأعلى للسنة بالأحداث، ذهب إلى المسجد، حيث حاول رجال حمزة إجباره على قراءة بيان يؤكد إلهية الحاكم. رفض القاضي ذلك، وأثار هذا غضب المتجمهرين، حتى قاموا بقتل أتباع حمزة وسحل جثثهم في شوارع المدينة. في نفس اليوم، أقال الحاكم رؤساء شرطة العاصمة وعاقب من يحرضون على القتل. وهذا لم يحرّض سوى الناس والقوات: في 29 يونيو، احتجز الجنود الترك حول منزل الدرزي وبعد معركة قصيرة مع أتباعه الذين تحصنوا هناك، اقتحموه. قُتل نحو أربعين من أنصار الدرزي، لكن الدرزي نفسه تمكّن من الفرار ووجد ملجأً في القصر الخليفي. ثم تجمع الأتراك أمام أبواب القصر، مطالبين بتسليمهم للعقاب، والمصادر التاريخية تسكت عن مصير الدرزي، لكن رسائل حمزة تفيد بأنه تم إعدامه على يد الحاكم.

تحولت القوات التركية على حمزة وأتباعه، وهاجموا مسجد الريدان وأضرموا بوابته في النار. ويذكر حمزة نفسه في رسالتين من رسائله (10 و 19) كيف تمكن، مع اثني عشر متابعًا، من الدفاع ضد هجمات أعدائه ليوم كامل، قبل أن يظهر الحاكم بما يشبه "معجزة" أجبرت مهاجميه على الانسحاب. يضع حمزة هذه المعجزة في يوم السنة الإسلامية الجديدة (1 محرم 410 هـ / 9 مايو 1019 م)، والتي شكلت استئناف لنشاط المبشرين الدروز (الدعوة الإلهية). انتشرت الأعمال العنيفة وتفككت عسكرية الجنود، وتم استعادة النظام بعد أن أحرقت أجزاء كبيرة من القاهرة. ورأى المؤرخون المعاديون للحاكم، مثل يحيى الأنطاكي أو المؤرخون السنة في وقت لاحق، في هذا محاولة متعمدة من الخليفة لمعاقبة سكان القاهرة لمعارضتهم لتعاليم الدروز.

=== السنوات الأخيرة ===
تم تداول عقائد الغلاة خلال السنوات الأخيرة من حكم الخليفة الحاكم بن أمير الله بشكل متزامن ومستقل من قبل عدد من المبشرين. لا يوضح دورهم وعلاقاتهم المتبادلة بشكل واضح. على سبيل المثال، يتم إسناد دور رئيسي للأخرم في وقت لاحق من قبل المؤرخين السنة ، ولكن يتم تجاهله في الصمت من قبل حمزة. ومع ذلك ، يبدو أن حمزة لعب دورًا قياديًا: حتى لو كان للدرزي أتباعه الخاصين به ، إلا أن المصادر تشير إلى أنه أقر بقيادة حمزة في بعض الأمور. على أية حال ، مع وفاة الدرزي ، كان حمزة في عام 1019 قائدًا للحركة الجديدة تقريبًا بلا منازع.

الأهم من ذلك، كان حمزة هو الذي بنى الدين الجديد إلى حركة منظمة مشابهة للدعوة الإسماعيلية الرسمية، من خلال تعيين دعاة خاصين به في مصر وسوريا، واختيار بعض تلاميذه الكبار وتأسيسهم في هرم من "الرتب"، يترأسها هو نفسه (انظر أدناه).

=== اختفاء الحاكم وموت حمزة ===
في ليلة 13 فبراير 1021، اختفى الخليفة الحاكم خلال رحلة ليلية من رحلاته المعتادة، ويعتقد أنه كان ضحية لمؤامرة في القصر. وقد تم الاستيلاء على السلطة من قبل شقيقته، ست الملك، التي تحكم نيابة عن ابنه الخليفة الزاهر (الحاكم من 1021 حتى 1036). وسرعان ما عكس النظام الجديد العديد من السياسات المثيرة للجدل التي كان ينتهجها الحاكم، وعادوا إلى العقيدة الإسماعيلية. وكجزء من هذا الرد الإسماعيلي، قامت السلطات الفاطمية بحملة اضطهاد شديدة ضد حركة الدروز، وكانت النتيجة هي أن السنوات الإسلامية السبع التي تلت ذلك (411-418 هـ) كانت فترة صمت في المصادر الدرزية.

بعد عدة أشهر من اختفاء الحاكم، كتب حمزة رسالة وداع (رسالة الغيبة)، يعلن فيها اعتزاله واختفاء الحاكم. حث فيها حمزة أتباعه على الاستمرار في الإيمان، مشيرًا إلى أن فترة الاختبارات ستنتهي قريبًا، وسيحين زمن النهاية.

وفقًا للمؤرخ البغدادي المعاصر الخطيب البغدادي، فر همزة من الاضطهاد إلى مكة، حيث وضع تحت حماية الحاكم المحلي، شريف مكة. ومع ذلك، تم التعرف عليه قريبًا من قِبل حجاج مصريين، الذين طالبوا بإعدامه. تردد الشريف في البداية، وفقًا لـ هاينز هالم، على الأرجح في انتظار معرفة ما إذا كان النظام الجديد في مصر سيدوم، ولكن بعد سلسلة من علامات الغضب الإلهي المفترضة، قام بقطع رأس همزة وأحد عبيده أمام أحد أبواب الكعبة. تم صلب الجثتين ورجمهما بالحجارة من قبل المارة، وتم حرق رفاتهما في وقت لاحق.

=== ما بعد الكارثة ===
زمام المبادرة في الحركة الدرزية، التي انتشرت وتضاءلت بعد هجمات الفترة المذكورة، أخذها أحد أهم تلاميذ حمزة، باهاء الدين المقطنا، الذي حاول منذ عام 1027 إعادة تشكيل الحركة بإرسال رسائل إلى المجتمعات الدرزية المختلفة. وظل المقطنا رئيس الحركة الدعوية الدرزية حتى عام 1042 حيث أصدر رسالته الوداعية الخاصة به، وأعلن اعتزاله للتصرف في العلن. في هذه الرسالة الأخيرة، أكد مرة أخرى القرب الوشيك للساعة الأخيرة والقيامة تحت حكم الحاكم، حيث يتجلى الحق، ولا يكون نشاطه الذي لم يعد ضرورياً. وحتى ذلك الحين، أمر متابعيه بإخفاء ولاءاتهم الحقيقية وحتى الإنكار عليه بالاسم إذا لزم الأمر للحفاظ على سريتهم.

هذا ما دل على نهاية "دعوة الدروز"، أي مرحلة الدعوة الإسلامية النشطة. منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، أصبح الدروز مجتمعاً مغلقاً، حيث لا يُسمح بالتحوّل للديانة الدرزية أو الانفصال عنها. تشكّل الرسائل السبعين للمقطع، جنباً إلى جنب مع رسائل حمزة وتلميذ آخر هو إسماعيل بن محمد التميمي، التي جمعها المقطع، النصوص المقدسة للديانة الدرزية، وهي رسائل الحكمة (رسائل الحكمة) أو الحكمة المرفوعة (الحكمة الشريفة). من بين ستة كتب، تحتوي الكتب الأوليان على أعمال حمزة وآخرين، في حين تشمل الأربعة الباقية كتابات المقطع. وتعود ثلاثين من 113 رسالة حكمة (من الرقم 6 إلى الرقم 35) إلى حمزة.

== تعاليم ==
{{شريط جانبي موحدون دروز|Important figures}}
يعكس المذهب الذي نشره حمزة في رسائله الأفكار السائدة بين الإسماعيليين الإيرانيين في القرن العاشر، وخاصة في عمل أبو يعقوب السجستاني. وقد ربط كل من حمزة ومساعده إسماعيل التميمي بأفكار الأرسطية عن الروح العالمية والعقل العالمي الذي تم استيعابه في العقيدة الإسماعيلية. وصف براير الدروز بأنهم فرع من الغلاة الإسماعيليين، لكنه شدد على أن الأفكار التي دعا إليها حمزة "لا تمثل إلا تطورًا منطقيًا إن كان متطرفًا لأفكار الإسماعيلية على مدى القرن والنصف الماضي". ووفقًا لبراير، كانت الجوهر الأساسي لحركة حمزة هو إلهية الحاكم، وكراهيته المتزايدة للدين المنظم، كما تعبيرًا عنها في الدعوة الإسماعيلية والمؤسسة الدينية السنية التقليدية. وبناءً عليه، في حين تكشف المصطلحات والكوزمولوجيا لدينه الجديد عن جذورها الإسماعيلية، فإن نهجه في مذهب الإسماعيلية كان شديد الاختلاف: "مثل بعض الخدعة، رمى حمزة بنظام الإسماعيلية كاملاً في الهواء، يمسك ويعيد تشكيل تلك الجوانب التي يحب، ويتخلص من تلك التي لا يحبها".

=== علم الكونيات ===
يعتبر الإسماعيلية الأولى التاريخ على أنه سلسلة من الدورات، تبدأ كل واحدة منها بظهور شخصية نبوية مثل نوح أو محمد، ثم يتبعها سبعة أئمة ويتوج ذلك بظهور المهدي أو القائم الذي سيدخل عصرًا ذهبيًا أو القيامة الأخيرة. عدّل حمزة هذا المفهوم بالزعم بأن الله يتجلى في شكل جسدي خلال كل دورة تاريخية. ونتيجة لذلك، خلال هذه الدورة التاريخية، فإن وجود الله المباشر يعني عدم الحاجة لدين أو قانون موحى به. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخالق الله خلق سلسلة من الكائنات الأدنى، بدءًا من العقل العالمي وحتى الأسفل. ونظرًا لأن العقل العالمي اعتبر نفسه إلهًا في فخره، قام الخالق بوضع خصم له (الضد) ولكل من الخلق الأدنى. مثل الله، تتجسد كل هذه الأزواج خلال كل دورة تاريخية.

خلال الخلق الكتابي، تجسد الله كـ"البار" (من كلمة عربية أو فارسية تعني "الخالق" أو "الله")، بينما تجسد العقل العالمي كآدم، وتجسد خصمه كالشيطان (يدعى حارث بن مرة). استطاع الشيطان أن يغري آدم وحواء ونسلهما، للتمرد على البار. اختفى الله من العالم، مبتدئًا دورًا من السرية (دور الستر). ومنذ ذلك الحين، لم يكن الله متجسدًا في العالم، لذلك بعث الأنبياء، نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، وأخيرًا محمد، لإنشاء الشريعة الدينية (الشريعة) لمعاقبة البشرية. في تحول حاد عن المذهب السني والشيعي، اعتبر حمزة محمد تجسيدًا للشيطان، بينما كان تجسيد العقل العالمي في ذلك الوقت لسلمان الفارسي. وترتبط كل من الخصمين بالرشداء الأربعة، بما في ذلك علي بن أبي طالب، بينما استمر حمزة في قبول العقيدة الإسماعيلية الأساسية التي تقول بأن الشريعة لها معنى خارجي (ظاهر)، يتوافق مع التفسير الحرفي للوحي القرآني (التنزيل)، فضلا عن الحقيقة الداخلية الخفية (باطن)، والتي يمكن الوصول إليها فقط من قبل القلة المنتخبة من خلال التفسير الرمزي (التأويل).

=== الحكيم والدين الجديد ===
وفقًا لحمزة، افتتح تأسيس الدولة الفاطمية دورة جديدة، حيث اتخذ الله سرًا شكل الإنسان مرة أخرى (ناسوت)، في أشخاص الإمام الخلفاء الفاطميين. يلاحظ أن حمزة لا يعتبر الخليفة الفاطمي الأول، المهدي بالله (909-934 م)، ضمن هذه التجسدات، ولكن يبدأ فقط مع خلفائه، القائم (934-946 م). ووفقًا للمؤرخ هاينز هالم، فإن هذا ربما صدى للشكوك حول شرعيته. وقد توج هذا العملية بإعلان الإلهية للحاكم الذي يعتبره حمزة بداية مهمته في 1017/18. أدى هذا الحدث إلى إنهاء الدورة التي بدأها محمد، وتم إلغاء الوحي (القرآن) والشريعة (الشريعة الإسلامية) في الشكل الخارجي والداخلي. ونفى حمزة وجود الجنة والنار، ووعد بالقرب من اليوم الذي يحكم فيه الحاكم، سيفًا في يده، العالم. في ذلك اليوم، سيعاقب جميع غير المؤمنين، وحتى المسلمين الذين لم يقبلوا العقيدة الجديدة سيتم تخفيضهم إلى وضع الذمي؛ يكتب حمزة بالتفصيل عن الزي المميز والحليات التي تدل على وضعهم الدنيء.

بدلاً من القانون الديني السابق، بدأ حمزة الآن بالدعوة إلى "القانون الروحاني" (الشريعة الروحانية) الجديد، المؤسس على سبعة مبادئ أخلاقية. وكما يشير المؤرخ دانيال دي سميت، فإن هذه الإيماءات كانت "بسيطة وليست لها بعد صوباً باطني ولذلك ليست موضوع تفسير". كان هدف حركة الدروز هو استعادة الظروف قبل سقوط آدم؛ رأى حمزة نفسه كـ "آدم جديد"، بمهمة "تمسك سيف ربنا" لتحقيق العودة إلى الحالة الجنة المفقودة.

ومع ذلك، تدخل الشيطان وأتباعه مرة أخرى في القضية الإلهية، حيث اتخذوا شكلاً لقادة الدعوة الفاطمية، الذين حرضوا الشعب والجيش ضد الحاكم. وفيما يتوافق مع مفهومه لأزواج الانبعاثات الإلهية وأعدائهم، أنشأ حمزة تسلسلًا هرميًا من خمسة رتب كونية (حدود) تتوافق مع انبعاثات الخالق الإلهي (الحاكم)، وكل رتبة تتبعها شخصية رائدة من النظام الفاطمي كعدو لهم: فكان حمزة نفسه تجسيدًا للعقل العالمي، وكان يواجه خليفة الحاكم المعين، عبد الرحيم بن إلياس. وكان إسماعيل التميمي، تجسيدًا للروح العالمية، يواجه خليفة الإمام المعين، العباس بن شعيب. ثم الكلمة، وهو محمد بن وهب القرشي، وهو يواجه الداعي الدعات، قوت تكين. ثم الجناح الأيمن، وهو علي بن أحمد بن الضعيف، وهو يواجه نائب الداعي الدعات، جعفر الدارير. وأخيرًا، الجناح الأيسر، وهو بهاء الدين المقطعنة (خليفة حمزة فيما بعد)، وهو يواجه القاضي القضاة، أحمد بن أبي العوام. وسيؤدي المعارضة المستمرة من النظام الفاطمي إلى نزع الله قذيفته الأرضية (الحاكم) في ليلة اختفائه.

== وجهات نظر الدروز على حمزة بن علي ==
يعتقد الدروز أن حمزة بن علي كان تجسداً ليسوع،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Princeton Encyclopedia of Islamic Political Thought|ناشر=Routledge|سنة=2008|صفحة=239|isbn=9780429975042|اقتباس=They further believe that Hamza ibn Ali was a reincarnation of many prophets, including Christ, Plato, Aristotle.|الأول=David|الأخير=S. Sorenson}}</ref> وأن حمزة بن علي هو المسيح الحقيقي الذي قاد أعمال المسيح يسوع "ابن يوسف ومريم"، ولكن عندما تخلى يسوع "ابن يوسف ومريم" عن درب المسيح الحقيقي، ملأ حمزة قلوب اليهود بالكراهية له - ولهذا السبب، صلبوه، وفقًا لمخطوطات الدروز.<ref name="Dana473">{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Druze in the Middle East: Their Faith, Leadership, Identity and Status|ناشر=Michigan University press|سنة=2008|صفحة=47|isbn=978-1-903900-36-9|الأول=Nissim|الأخير=Dana}}</ref> <ref name="Louis">{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Passion of Al-Hallaj, Mystic and Martyr of Islam, Volume 1: The Life of Al-Hallaj|ناشر=Princeton University Press|سنة=2019|صفحة=594|isbn=9780691610832|الأول=Louis|الأخير=Massignon}}</ref>وعلى الرغم من ذلك، أخرج حمزة بن علي يسوع من الصليب وسمح له بالعودة إلى عائلته، لإعداد الناس لنشر دينه<ref name="Dana473" />. ويعتبر الدروز أيضًا يسوع وحمزة بن علي تجسيدًا لإحدى القوى السماوية الخمس الكبيرة التي تشكل جزءًا من نظام.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Princeton Encyclopedia of Islamic Political Thought|ناشر=Princeton University Press|سنة=2013|صفحة=139|isbn=9780691134840|اقتباس=|الأول=Patricia|الأخير=Crone}}</ref>
{{مراجع}}
{{مراجع}}
{{شريط سفلي موحدون دروز}}
{{شريط بوابات|الدولة الفاطمية|الأديان|الإسلام|أعلام|الموحدون الدروز}}
{{ضبط استنادي}}
{{ضبط استنادي}}
{{بذرة عالم عقيدة}}
{{شريط بوابات|أعلام|إيران|الأديان|الإسلام|الدولة الفاطمية|مصر}}


[[تصنيف:أشخاص من الدولة الفاطمية القرن 11]]
*
<references />

*
{{شريط سفلي موحدون دروز|uncollapsed}}

[[تصنيف:مقالات مع إتش كارد]]
[[تصنيف:إسماعيليون في القرن 11]]
[[تصنيف:أشخاص من محافظة خراسان الرضوية]]
[[تصنيف:أشخاص من محافظة خراسان الرضوية]]
[[تصنيف:معدومون بقطع الرأس]]
[[تصنيف:إسماعيليون إيرانيون]]
[[تصنيف:إسماعيليون إيرانيون]]
[[تصنيف:مؤسسو أديان]]
[[تصنيف:إسماعيليون مصريون]]
[[تصنيف:إيرانيون في القرن 11]]
[[تصنيف:علماء مسلمون في القرن 5 هـ]]
[[تصنيف:قادة دينيون دروز]]
[[تصنيف:قادة دينيون دروز]]
[[تصنيف:أشخاص من الدولة الفاطمية القرن 11]]
[[تصنيف:كتاب رسائل]]
[[تصنيف:إيرانيون في القرن 11]]
[[تصنيف:كتاب عرب في القرن 10]]
[[تصنيف:كتاب عرب في القرن 11]]
[[تصنيف:كتاب عرب في القرن 11]]
[[تصنيف:وفيات 1021]]
[[تصنيف:معدومون بقطع الرأس]]
[[تصنيف:مواليد 985]]
[[تصنيف:مؤسسو أديان]]
[[تصنيف:وفيات 433 هـ]]
[[تصنيف:إسماعيليون في القرن 11]]

النسخة الحالية 19:40، 14 مارس 2024

حمزة بن علي بن أحمد
معلومات شخصية
الميلاد سنة 985 [1]  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
خراسان الكبرى  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة سنة 1021 (35–36 سنة)  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
مكة المكرمة  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة عالم عقيدة  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

حمزة بن علي بن أحمد الزَّوزَني لقبه الهادي أو هادي المستجيبين (بحدود 985 - 1014) داعي ومتكلم إسماعيلي. يعتبر مؤسس مذهب الموحدون الدروز والمؤلف الرئيسي لنصوص الدرزية. ولد في زوزن في خراسان، كان لباداً ثم قدم إلى مصر واتصل بالخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله. له النقط والدوائر وهو من كتب الدروز الدينية.[2]

مراجع[عدل]

  1. ^ Encyclopædia Britannica | Hamzah ibn 'Ali (بالإنجليزية), QID:Q5375741
  2. ^ جورج طرابيشي (2006). معجم الفلاسفة (ط. الثالثة). بيروت، لبنان: دار الطليعة. ص. 275.